جاري تحميل ... الصباح الجديد

إعلان الرئيسية

آخر المواضيع

إعلان في أعلي التدوينة

إسلاميات

مسرحية الانفجار العظيم

مسرحية  الانفجار العظيم

مسرحية الانفجار العظيم

 

الشّخصيات :

 السيد سين

السيد  صاد

السيد عين

الضّيف

المهندس

 

 

 ( المكان البيت الكبير حيث يسكن السّادة صاد وسين وعين

( السيد سين يجلس في أقصى اليمين وفي أقصى اليسار السيد  صاد وبينهما في الوسط السيد عين )

  صاد:الأمر ليس بهذه البساطة يا رجل!

 سين:بل هو أبسط ممّا تتصور ياسيد صاد!

صاد:(يشير لشقٍ في جدار  ) انظر إنّه شقٌ !

سين:مجرد شقٍ صغير!

صاد:كيف يكون  صغيرًا وهو شق في الجدار؟

سين:شق صغيرٌ في الجدار فما المشكلة ؟

صاد:يا سيد سين  لا تهوّن الأمر إنّه شقٌ في  جدار البيت الكبير !.

سين:إن هو إلا  شقٌ واحدٌ في جدارٍ واحدٍ من جدران البيت الكبير.

صاد:أنت تهوّن الأمر!ّ

سين:هو بالفعل أمرٌهيّنٌ!

صاد:بل هو أمرٌ عظيمٌ !

سين:إذًا لمَ فعلته ما دامَ  إنّه أمرٌ عظيمٌّ.؟

صاد:(بدهشة ) أنا ؟ .....أنا شققت الجدار!؟

سين:ومن غيرك!

صاد:ما الذي تقول أيّها الرجل؟

سين:كلنا نعلم أنّك كنت - كعادتك - تقود سيارتك بسرعةٍ هائلة وتجاوزت إشارة المرور  واصطدمت بالبيت من الخارج فكان نتيجة   ذلك هذا الشّق في الجدار.

صاد:ولم لا تقول إنّ مكابح سيارتك لم تكن ذات كفاءة!

سين:(بدهشة) سيارتي ؟

صاد:من أينَ أتيتُ بسيارتي ألم تبعها لي !

سين:لا أنكر إنّك اشتريتها من معرضي ولكن.....

صاد:لكن ماذا؟

سين:السيارة لها كتالوج يوضّح مواصفاتها و إمكانياتها لكنك لم تلتزم بما  فيه   ولا بقانون المرور فأنت المسؤول.  

صاد:على كل  حال لا سيارتي ولا معرضك هناك سبب  آخر أدّى لانشقاق الجدار...!

سين:أيّ سبب تعني ؟

صاد:سل السيد عين؟

سين:وما علاقة السيد عين بالأمر؟

صاد:هو السبب المباشر في انشقاق الجدار .

عين:( يرفع رأسه و يضع الصّحيفة جانبًا) ماذا تقولان أيّها السّيدان الفاضلانِ!أنا لا علاقة لي بانشقاق الجدار!

صاد: كلنا نعلم أنّك كنت في مختبرك هناك في الغرفة القريبة من الجدار( يشير إلى ناحية الجدار)  كنت تخلط بعض المواد وتجري التجارب  تحاول أن تقلد الانفجار العظيم..

عين:(مقاطعًا) وما علاقة ذلك بانشقاق الجدار؟

صاد:اصبر يا حبيبي اصبر  سأسبر لك غور الحقيقة

عين: اسبر يا حبيبي اسبر!

صاد:بعد أن خرجت من المختبر دخل قردك ذو الذيل القصير..

سين:( مقاطعًا) لا لا  ليس السيد  عين ممن يستعين بالقرود أعندك دليل؟

صاد:أيّ دليل لقد زارنا في بيتي أكثر من مرة؟

سين:من السيد عين ؟

صاد:لا قرد السيد عين!

سين:وما الذي يفعله قرده في منزلك؟

صاد:كان يأتي ليعلب مع قرودي الأربعة...

سين:إذًا أنت أيضًا من أصحاب القردة...

صاد:لكنني لست مسؤولًا عن انشقاق الجدار...!

عين:ولماذا أكون أنا المسؤول؟

صاد:إذًا دعوني أكمل القصة..

سين:أكمل يا حبيبي أكمل

صاد:دخل قرد السّيد عين المختبر على حين غفلةٍ منه وأخذ يخلط بعض المواد مع بعضها كما يفعل سيّده فنتج عن ذلك مادةً هلاميةً سالت على ذلك الجدار فحدث الانشقاق..

عين:( يصفق مستهزئًا ) يالك من مؤلفٍ بارعٍ!

سين:القرد نفسه سيضحك إذا استمع لقصتك!

صاد:أنت تؤلف القصص لتبعد الشّبهة عنك.

عين:أيّها السيّدان الفاضلانِ يبدو أنّكما لم تقرأا صحف اليوم!

صاد:وما علاقة الصحف بانشقاق الجدار؟

عين:لقد كشف الإعلام الحقيقة...

سين:أيّة حقيقة؟

عين:حقيقة انشقاق الجدار !

صاد:وماذا قال الإعلام ؟

عين:( يمسك الصّحيفة ويقلد مذيع نشرة الأخبار) انشقاقٌ في البيت الكبير..... التفاصيل أكّد مراقبون أنّ السيدين سين وصاد قد  افتتحا ملهىً ليليًّا  في غرفة تقع أعلى الجدار(يشير ناحية الجدار) و قد كان  الملهى يمتلئ كل يومٍ  بالمخمورين والمخمورات  والراقصين والرّاقصات و المثليين والمثلييات وقد أثّر كلّ ذلك على الجدار الذي يقع تحت الملهى مباشرة ممّا أدّى إلى انشقاق الجدار ... انتهى

سين:هذه مبالغات إعلاميّة..

صاد:أنت تحاول أن تبعد الشّبهة عنك ! 

سين:أنت المسؤول عن انشقاق الجدار..

صاد:بل أنت!

 سين:أيّها السّيدان ماذا يفيدنا الجدال؟

عين:فعلًا ماذا يفيدنا الجدال؟

سين:إذا كيف نعالج الأمر؟

صاد:كيف نمنع تكرار ما حدث؟

عين:كيف نمنع سقوط الجدار؟ ذلك هو السؤال. !

صاد:على السيّد سين أن يقرأ الكتالوج و يلتزم بالقانون .

سين:لا يا سادة لا أعد بذلك فقد  أضعت  الكتالوج .

صاد:( يلتفت ناحية السّيد عين)على السّيد عين أن يوقف تجاربه لمحاكات الانفجار الكبير و أن يتجه لمعالجة الانشقاق الكبير...!

عين:( بحدة ) لا لا أستطيع  سيُقطع عنّي التّمويل  عليكما أنتما إغلاق الملهى الليليّ ذلك هو السّبيل الوحيد للمحافظة على الجدار.

صاد:لا، لن يُغلقَ الملهى..

عين:إذًا سيسقطُ الجدار!

صاد:لن يسقطَ الجدار.!

عين:هل أُصدقك  وأكذّب المنطق!؟

صاد:لدينا هذا (يشير لرأسه ) لماذا لا نستخدمه لنبقي على الغرفة والجدار معًا؟

عين:بقاء الملهى يعني سقوط الجدارهذه بديهة .

صاد:بالعقل سنبقي عليهما معًا.

سين:ذلك هو المستحيل!.

صاد:لا مستحيل مع العقل .

عين:للمرة العشرين أذكرك أنّ عقولنا عظيمةٌ لكنّها محدودة.ٌ

صاد:لا حدود للعقل!

عين:إنّه لمحدودٌ...

صاد:( بصوتٍ عالٍ)  قلتُ لا حدودَ له!

عين:الصّراخ لن يحوّل الادعاء إلى حقيقة!

( في هذه اللّحظة يرنّ جرس الباب الخارجي )

صاد:من هذا الذي يأتي في هذه  السّاعة؟

عين:هذا السؤال دليل على محدوديّة عقلك!

صاد:ما ذا تقول؟

عين: رنّ الجرس فاستنبط عقلك أنّ شخصًا ما  خلف الجدار أمام الباب أمّا من هو هذا الشخص رجل ...امرأة...  عالم ...جاهل هذا فوق إدراك عقلك،  لذلك سألت من بالباب؟

صاد:كنت أستطيع أن أعرفه لو استخدمت أشعة أكس!

عين:(يبتسم ) أكنت تعرفه لو لم يطرق الجرس أكنت تراه لو كان في أعماق البحر أو فوق السّموات ؟

سين:دعونا نعرف من القادم ؟

صاد:من بالباب ؟

الضيف:( من الخارج) : ضيفٌ  أحمل لكم كتابًا...

صاد:ماذا في الكتاب؟

عين:من أرسل الكتاب؟

الضيف:الكتاب من صاحب البيت الكبير.

صاد:صاحب البيت الكبير!؟

سين:هذا البيت الذي نعيش فيه؟

الضيف:نعم هذا البيت  بأرضه ونوره  وشمسه.

صاد:ليس لهذا البيت صانعٌ!

الضّيف:عجبًا من أين جاء إذًا؟

سين: ليس لهذا البيت  مالك.

الضّيف:إذا كنت تمتلك السّاعة التي في معصمك والسيد عين يمتلك أدوات مختبره فكيف لا يكون لهذا البيت مالك!..

 الضّيف:من أين جاء البيت إذًا ..

صاد:الصّدفة أوجدت البيت الكبير.....

الضّيف:تقصد أنّ الصّدفة قرّرت أنْ تصنع هذا البيت فصنعت ترابه  ، ثمّ نحتت حجارته بالصّدفة وبالصدفة حفرت أساسه وبالصدفة وضعت سقفه.. هل يصدق قرد السيّد عين هذه القصّة.....

سين: ليس الأمر كما تقول تمامًا  المسألة معقدة وفي فترة ما كان الانتخاب الطّبيعي..

الضّيف:وكيف تمّ هذا الانتخاب الطبيعي...؟

صاد:أيّها السيّد الأمر لم يحدث فجأة هناك مئات الآلاف من السنوات مرت حتى اكتملت عملية البناء

الضّيف:حسنًا من خلق هذه السنوات التي مرّت ومن خلق المكان الذي تمت فيه هذه العمليات.؟

صاد: قلت لك إنّها عملية معقدة .

الضّيف:أيّ شيء كان موجودًا قبل أن تعمل ما تسمونها الصّدفة عملها؟ 

صاد:إنّك تتعبني !

سين:إنّها عملية معقدة.

الضّيف:مهما كانت معقدة فمن الذي وفّر لها المكان لتحدث ؟

 عين:ما الذي تقصده أيّها السّيد؟

الضّيف:أقصد أنّكم تذكرونني بتلك القصة!

سين:أيّة قصّة؟

الضّيف:قصّة ذلك الرّجل الذي اكتشف غابة بعيدة وكان أوّل من مشى على أرضها....

صاد:وأين القصّة؟

الضّيف:القصّة أنّه وجد جهاز هاتف جوال كان معدنه قد تكوّن بالصّدفة ثمّ كونت الرّمال شاشته بالصّدفة  ثمّ قررّت الصّدفة أن ترسم عليه علامة التّفاحة ولمّا جاعت الصّدفة عادت و قضمت جانبًا من التّفاحة..

صاد:( غاضبًا) أنت تستهزئ بنا ...

 الضّيف:أنا أكرر ما تقوله بكلمات معاصرة ليفهمه المشاهدون....

سين:أيّها السيد أنت لم تفهم قصدنا .

الضّيف:وماذا كان قصدكم ؟

صاد:في البدء كان الانفجار ثمّ بدأ التّطور ..

الضّيف:وأنا أسأل قبل أن يبدأ ذلك الانفجار من الذي أوجد العناصر التي تفاعلت لتنفجر ً.... أنا أدعوكم لتسألوا وتبحثوا ماذا كان قبل الانفجار وماذا سيحدث بعد أن ينتهي ويزول هذا البيت    .....

سين:كل المدارس التي تعلّمنا فيها تبدأ من الانفجار لا من قبله......  

 عين:أنت ماذا تقول أيها الضيف ؟

الضيف:أقول لهذا البيت صانع وإلا فمن جاء به ومن أرسل الكتاب الذي أحمله هدية لكم.!

  عين:قديمًا حكى لي جدي أنّ لهذا البيت ثلاثة ملاك.

الضّيف:(يبتسم ) قيل لك وأطفات سراج عقلك و قلّدت جدّك!

عين:ما المشكلة إذا قلّدتُ جديّ؟

الضّيف:المشكلة إنك لم تزن ما قاله جدك بميزان عقلك!

صاد:ليس للبيت صانع يا سيد عين.

عين:بل هم ثلاثة يا سيد صاد!

الضيف:تقصد أنّهم قسَّموا البيت ثلاثة أجزاء لكل واحد ثلث البيت

عين:لا لا لم تفهمني إنّهم ليسوا ثلاثة إنّه  واحد!

الضيف:واحد أم ثلاثة؟

عين :ثلاثة يساوون واحدًا!

الضيف:ثلاثة يساوون واحدًا أم واحد يساوي ثلاثةً..؟

عين:إنّه واحد في ثلاثة!

الضيف:لقد حيّرتننا!

عين:ياسادة انظروا للتّفاحة هو مثلها تتكون من ثلاثة عناصر قشرة وثمرة وبذرة لكنها شيء واحد تفاحة!

الضّيف:التّفاحة المقضمومة أم غير المقضومة؟

سين:أنت تسخر!

الضيف:لو كانت التّفاحة مقضمومة فقد تكون البذرة قضمت فتكون اثنتين وليس ثلاثة...!

عين:التّفاحة التّامة أقصد.

الضيف: قد تكون فيها عشرون بذرة..!و التفاحة  كانت بذرة ثم أصبحت اثنتين ثمّ أصبحت ثلاثة , فهل مالك البيت كذلك؟

عين:لا إنّه ليس كالتّفاحة ....!

 الضيف:هل تبحث عن الحقيقة أم عن غيرها؟

عين:الحقيقة أريد

الضيف:ليس للبيت إلا صانعٌ واحدٌ أحدٌ لم يلد ولم يولد تلك هي الحقيقة.

سين:أيّها السّيد إذا سلّمنا بوجود صانعٍ للبيت أليس من حقي أن أسالك من صنع الصانع ومن الذي صنع الذي صنع الصّانع وهكذا لن ننتهي.

الضيف:أيّها السّادة  الصّانع هو الأوّل الذي ليس قبله شيء وهو الآخر الذي ليس بعده شيء.

صاد:سأوضح لك قصدنا هَبْ أنّ جنديّا مصوبًا بندقيته ليطلق النّار ولكن خلفه ضابطٌ ينتظر منه الإشارة وخلف الضابط ضابط ينتظر الإذن وخلف كلِّ ضابطٍ ضابط ٌينتظر الإذن من الضّابط الذي بعده فعنئذٍ لن تطلق الرّصاصة  لأنّ السلسلة لن تنتهي أبدًاهذا قصدنا..

الضيف:وإذا أُطلقت الرّصاصة دلّ ذلك على وجود الأخير الذي أصدر الأمر.

عين:بالتأكيد.

الضّيف:البيت الكبيرهو الرّصاصة التي تثبت أنّ هناك من وراءها.

عين: زدني إيضاحًا.

الضيف:أنتم تسألون من صنع الصّانع ومن الذي صنع الذي صنع الصّانع وتزعمون أنّها سلسلة لا تنتهي و لا تريدون أن تعترفوا بالصّانع الأوّل .

عين: أنا أريد أنْ أفهم..

الضّيف:لكنّكم تسألون السؤال الخطأ عندما تقولون من الذي صنع الصّانع؟

سين:ما الخطأ في السُّؤال؟

الضّيف:أيّها السيّد قلت لك الصّانع هو الأوّل والآخر و أنت لا تزال تسأل من الذي صنع الصّانع!

صاد:ولا زلتُ أسألُك.

الضّيف:أيّها السيّد كأنّي أقول لك لقد  حقّق شوماخر بالأمس المركز الأوّل في سباق السّيارات و أنت تقول لي : حسنًا لقد فهمنا أنّ شوماخر فاز في السّباق بالمركز الأوّل ، ولكن من الذي وصل نهاية السّباق قبل شوماخر... يا سيد للمرة الألف اعلم أنّ الصّانع هو الأول الذي ليس قبله شيء والآخر الذي ليس بعده شيء . 

عين:أيها السيّد لقد بدأت أفهم ما تقول زدني..

صاد:(باستغراب) ما الذي تقوله يا سيد عين !

عين:عقلي لا يريد إلا الحقيقة وأشعر إنّي على بعد خطواتٍ منها.

الضّيف:لقد أدرك السيّد عين أنّ الصّانع والمصنوع لا يتشابهان فهل تريانِ شبهًا بين النّجار والطّاولة ؟..

سين:أيها السيّد ما الدليل أنّ مرسل الكتاب الذي تحمله هو صاحب البيت ما الدليل أنّه الصّانع.؟

الضّيف:لم لا تقرأ الكتاب بنفسك وتحكّم عقلك؟

عين: أعطني دليلا أنّ مرسل الكتاب هو الصّانع العظيم.

الضّيف: حسنًا إنّ مرسل الكتاب يقول في كتابه  إنّه الصّانع العظيم  صانع هذا البيت بشمسه وسمائه فهل سمعتم أنّ هناك غيره ادّعى أنّه صنع البيت الكبير؟

عين :لا

الضّيف: وهو يقول إنّه خلق الإنسان فهل قرأتم أو سمعتم من أحد غيره أنّه خلق الإنسان  ؟

عين :لا

 الضّيفُ:ويقول هو الذي رفع السّماء بغير عمد فهل هناك من يجرؤ أن يقول  له أنت لم تفعل ذلك ويوضّح لنا  من فعل ذلك؟

(صمت)

 الضّيف:يقول إنّه أبدع الأشجار التي تسقى بماء واحد ويختلف على الرغم من ذلك طعم ثمارها فهل ادّعى غيره  ذلك ؟

عين:لا

الضّيف:يقول إنّه هو الذي ينزل المطر هو الذي خلق الأنعام هو الذي يخرج لنا الحليب من بين الدم والفرث هو الذي جعل الليل والنهار فهل سمعتم قبل هذا الكتاب أو بعده من ادّعى أنّه يفعل ذلك؟

عين:زدني.

الضيف:هو وحده يعلم الغيب .

عين: أعطني مثالًا.

الضيف:قال وهو يخاطب فرعون لحظة غرقه إنه سينجّى بدنه ليكون آيةً لمن بعده ولا يزال جسد فرعون المحنط باقيًا وربما يبقى لأجيال فمن كان يعرف ذلك غيره؟

عين :هل بقي ثمة شيء؟

الضيف:وهو بعد كل ذلك تحدّى فلم يقف أمام تحديه أحد..!

سين:وما التّحدي؟

الضيف:تحدى المكذبين أن يأتوا بكتاب مثله فلم يأتِ أحد بمثله .

عين:وماذا بعد ؟

الضيف:تحدّى الذين يُدعون من دونه أن يخلقوا ذبابًا فلم يستطيعوا , بل لن يستطيعوا إعادة ما يسلبه منهم الذباب....

سين:وماذا بعد؟

الضيف:لم يستطع الذين تحداهم الكتاب أن يصنعوا شيئًا كصنع الخالق ، وأنا أقول حتى لو استطاعوا أن يصنعوا مثل الذي صنع سيظل هو الخالق العظيم لأنه خلق  على غير مثال ، أمّا الآخرون فإنّما هم  كالقردة مقلدون يقلدون ما صنع الخالق.

عين:أيّها السيد إنّني أستغرب كيف كان عقلي غائبًا عن كل هذه  الحقائق!

صاد:ماذا تقول يا سيد عين!

الضيف:أيها السّادة إمّا أن  تعترفوا بأنّ منزل هذا الكتاب هو الخالق العظيم  أو تخبرونا من الذي ألّف هذا الكتاب؟

عين:من ألّف هذا الكتاب من الذي يعلم الغيب؟

الضيف:من الذي ألّف هذا الكتاب؟ إنّ هذا السؤال يعادل سؤال من أحدث الانفجار العظيم؟

 عين:أكمل أيّها السيّد.

الضيف:إنّ للصانع العظيم كتابين هذا البيت المنظور وهذا الكتاب المسطور وإنّ فهم  الكتاب  المنظور لايتمّ إلا بقراءة الكتاب المسطور..

عين:أيّها السّادة لقد ظهر الحقّ...

سين: لقد عرفنا مالم نكن نعرف من قبل..

عين:إنّني أسلمت لك أيّها الضيف..

الضّيف:بل لقد أسلمت معي للصانع العظيم وليس لي

عين: لقد  صدّقت بالكتاب ومنزل الكتاب وعلى استعداد لتنفيذ ما فيه ما الذي يريده مرسل الكتاب؟

صاد:إنّك تتعجل يا سيد عين.

الضيف:إنّ مرسل الكتاب يريد أن يخرجنا من هذا البيت الذي سيتهدم في يوم من الأيام إلى بيت دائم إلى بيت  لن يتهدم يريدنا أن نخرج من الظّلام إلى النّور.

عين:أيّها السيّدان لقد قرّرت أن أخرج إلى النّور فهل ستخرجان معي؟

صاد:تريث يا سيد عين ولا تستعجل.

عين:لقد وصل عقلي وقلبي لليقين لن أبقى لحظة الوداع أيّها السيدان الوداع..

                                       ( يخرج)

الضّيف:أيّها السيّدان كل الذي أرغب أن تخرجا  لقراءة  الكتاب  ثمّ تقررا

 سين:نريد أن نطرح مزيدًا من الأسئلة..

الضّيف: اقرأ الكتاب  فإن لم تجد  الإجابة عن أسئلتكم فاسألوا أهل العلم والمعرفة.  سأضع لكما نسخةً من الكتاب أمام الباب هنا في الخارج لعلكما تخرجان ...قبل أن يغلق الباب .

صاد:لن يغلقَ الباب فمفتاحه معنا.....

الضّيف:وما فائدة المفتاح إذا تحطّم البيت؟:

 صاد:لن يتحطم لقد استدعينا أمهر المهندسين لمعالجة الشّق وترميم البيت.

الضّيف:تلوح في الأفق علامات رياح وإعصار سننصرف فهل  تأتيان معنا؟

سين:( يتحرك تجاه الباب ) نريد ..و ...

صاد:(  يلحق بسين ويجذبه للداخل بعنف) 

الضّيف:هل ستأتي يا سيد سين؟

 سين:( يفتح فمه ويتمم بصوت خافت ) أنا........

صاد:( مقاطعًا ) أنا والسيد سين باقيان .

عين:وداعًا سنرحل أيها السّادة قبل أن تهب العاصفة وأتمنى أن  تخرجا  غدًا وتلحقاِ بي في البيت الجديد وداعًا..

سين:لماذا نبقى لماذا لم تسمح لي بالخروج؟

صاد:أيها الرّجل لقد أحضرت أمهر المهندسين هل صدّقت أنّ البيت سينهار، لا سيعود كلّ شيء كما كان تعال اجلس .

سين:ما الذي يمنعنا من قراءة الكتاب ؟

صاد:المفتاح موجود متى أردت الخروج ستخرج .

سين:ولمَ لا نخرج الآن؟

صاد:سيأتي المهندس الآن وستعلم أنّ كلّ شيء على ما يرام ، (بصوت عالٍ) أيّها المهندس ..

                 ( يدخل المهندس)

المهندس:طاب يومكما أيّها السّيدان.

صاد: مرحبا بك، السّيد سين يريد أن يطمئن هل  كل شيء على ما يرام؟

المهندس:في الواقع أيّها السيّدان هناك خبران أحدهما سارٌ والآخر محزن بعض الشيء فبم أبدأ؟

سين:ما الخبر المفرح ؟

المهندس:لقد عالجنا الشّق  !

صاد:( بفرح) رائعٌ ممتاز والخبرالآخر؟

 المهندس:( بحزن) للأسف لقد اكتشفنا شقّا آخر ( يشير بيده للأعلى ) هناك في سقف البيت.

سين:شقٌ في السقف!

صاد:ما هو إلا شقٌّ صغيرٌ.

سين:لكنّه شقٌ في السقف!

صاد:شقٌ صغيرٌ في السّقف فما المشكلة؟

سين:إنّك تهوّن الأمر يا سيد صاد.

صاد:هو بالفعل أمر هيّنٌ.

سين:بل هو أمر خطير غاية الخطورة لن أبقى في البيت سأخرج..

المهندس:لا سبيل للخروج لقد حاولت قبلك دون فائدة؟

سين:مفتاح الباب معنا.

المهندس:لقد هبّت بالأمس عاصفةٌ قوية قلّعت الأشجار وحرّكت الحجارة والصخور.

صاد:(  خائفًا) عاصفة؟

المهندس:لقد سُدّ الباب تمامًا أغلقته الحجارة والصّخور والأشجار التي اقتلعتها العاصفة!

سين:( يتجه مسرعًا نحو الباب ويحاول فتحه دون جدوى) لقد ضعنا..؟

صاد:( عندنا هذا يشير إلى رأسه ) سنتصرف!

سين:أنت السبب ليتني خرجت مع السّيد عين .

صاد:بل أنت السبب كنت خائفًا ومترددًا ولم يكن لك رأي طوال الوقت!

سين: (بغضب ) أنا!

المهندس:أيّها السّيدان ليس هذا وقت الشّجار...ألا تسمعانِ هذا الصوت؟

سين وصاد:( يتلفتان يمنة ويسرةً ويردّدان) أيّ صوتٍ .....أيّ صوتٍ؟

المهندس:( بفزع) إنّ السقف يخرّ علينا إنّ البيت ينهار........

 

 

( ظلام و أصوات مدويّة تعلن عن  انهيار السّقف ونهاية البيت الكبير ) 

 

  ( تغلق السّتارة)

ننوه لوجود النص على قوقل بلاي وقريبا إن شاء الله ستنشر نصصوص اخرى على قوقل بلاي
كما توجد ترجمة للنص بالإنجليزية على قوقل بلاي على هذا الرابط:

الوسوم:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *